ما هو السكر؟
السكر، ذلك المكون الشائع في الأطعمة اليومية، هو أكثر من مجرد مادة تضيف الحلاوة للأطعمة. إنه جزء أساسي من النظام الغذائي للعديد من الناس، ولكنه يترافق مع العديد من التحديات الصحية عند استهلاكه بكميات كبيرة. في الأساس، فهو نوع من الكربوهيدرات البسيطة التي تعد مصدرًا سريعًا للطاقة. يتواجد في العديد من الأشكال والأنواع، بعضها طبيعي والبعض الآخر مضاف، ولكل نوع تأثير مختلف على الجسم والصحة.
ما هو السكر؟
من الناحية الكيميائية، هو نوع من الكربوهيدرات الذي يتكون من ذرات الكربون والهيدروجين والأكسجين. وتُصنف السكريات إلى نوعين رئيسيين: السكريات الأحادية، مثل الجلوكوز والفركتوز، والسكريات الثنائية، مثل السكروز . تتواجد السكريات الأحادية بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل الفواكه والعسل، بينما السكريات الثنائية هي ما نجده غالبًا في السكر الأبيض الذي نضيفه إلى الأطعمة والمشروبات.
أيضا فهو ضروري للجسم، و مصدر للطاقة اللازمة لأداء الوظائف الحيوية. عندما نأكل الأطعمة التي تحتوي على السكر، يقوم الجهاز الهضمي بتكسيرها إلى جلوكوز، وهو النوع الأساسي منه الذي يستخدمه الجسم لإنتاج الطاقة.
الأنواع المختلفة من السكر
1. السكروز
السكروز هو السكر الذي نستخدمه بشكل يومي في المنازل وفي إعداد العديد من الأطعمة المصنعة. يتم استخراجه أساسًا من قصب السكر أو البنجر السكري. ويعتبر السكروز من السكريات الثنائية، ويتكون من جزئين: جلوكوز وفركتوز. يتميز السكروز بسرعة امتصاصه في الجسم وتحويله إلى طاقة، إلا أنه يخلو من العناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن، ما يجعله مصدراً غير مفيد للتغذية.
2. الجلوكوز
الجلوكوز هو السكر الرئيسي الذي يحتاجه الجسم لتحويله إلى طاقة. يتواجد في العديد من الأطعمة النشوية مثل الخبز والأرز والبطاطس. يُعتبر الجلوكوز من السكريات الأحادية، مما يعني أنه لا يحتاج إلى تفكيك قبل أن يُمتص في مجرى الدم. يلعب الجلوكوز دورًا أساسيًا في وظائف الجسم الحيوية، حيث يغذي خلايا الدماغ والعضلات بالأكسجين والطاقة.
3. الفركتوز
الفركتوز يُعرف بسكر الفاكهة، وهو أكثر حلاوة من الجلوكوز. يُستخلص من الفواكه والعسل وبعض الخضروات، ويستخدم في العديد من المنتجات الغذائية التجارية كمحلي. على الرغم من أن الفركتوز يُمتص ببطء أكبر من الجلوكوز، إلا أن استهلاكه بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية ضارة على الكبد، الذي يتحمل العبء الأكبر في عملية استقلابه.
4. اللاكتوز
اللاكتوز هو السكر الموجود في الحليب ومنتجات الألبان. يتميز هذا النوع من السكر بأنه يحتاج إلى إنزيم معين في الجسم يسمى اللاكتاز لتحليله. بعض الأشخاص يفتقرون إلى هذا الإنزيم، مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على هضم اللاكتوز بشكل صحيح، وهي حالة تُعرف بعدم تحمل اللاكتوز.
5. المالتوز
المالتوز، أو سكر الشعير، هو سكر ثنائي يتكون من وحدتين من الجلوكوز. يوجد في الأطعمة التي تحتوي على الشعير وبعض المشروبات مثل البيرة. يُستخدم المالتوز في صناعات الأغذية والمشروبات ويعتبر مصدرًا آخر للطاقة السريعة.
الفرق بين السكر الطبيعي والمضاف
السكر الطبيعي
السكر الطبيعي هو الذي يوجد في الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان. يمتاز السكر الطبيعي بكونه جزءاً من تركيبة غذائية متكاملة تحتوي أيضًا على الألياف والفيتامينات والمعادن. تساعد هذه العناصر الغذائية في تقليل التأثيرات الضارة للسكر على الجسم، مما يجعله خيارًا أكثر صحة مقارنة بالسكر المضاف.
السكر المضاف
هو الذي يتم إضافته إلى الأطعمة أثناء عملية التصنيع أو التحضير. يمكن أن يكون هذا النوع في شكل سكروز أو فركتوز مضاف إلى المشروبات الغازية، الحلويات، والأطعمة المصنعة. يُعتبر السكر المضاف مصدرًا للسعرات الحرارية الفارغة، وهو السبب الرئيسي في زيادة الوزن والسمنة. يفتقر السكر المضاف إلى العناصر الغذائية الهامة، مما يجعله ضارًا عند استهلاكه بكميات كبيرة.
تأثير السكر على الصحة
1. زيادة الوزن والسمنة
تناوله بكميات كبيرة يؤدي إلى تراكم السعرات الحرارية الزائدة في الجسم. نظرًا لأن السكر المضاف لا يحتوي على الألياف أو البروتينات التي تساعد في الشعور بالشبع، فإنه يسهم في زيادة الشهية ويؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الوزن والسمنة، وهي حالة ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب.
2. السكري من النوع الثاني
تناوله بكميات كبيرة يؤدي إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، مما يحفز البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين. عندما يستمر الجسم في إفراز كميات كبيرة من الأنسولين، يصبح أقل استجابة له، وهو ما يُعرف بمقاومة الأنسولين. هذه الحالة تُعتبر الخطوة الأولى في تطور مرض السكري من النوع الثاني.
3. صحة القلب
تناول كميات كبيرة منه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. تشير الدراسات إلى أن السكر المضاف يزيد من مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم، وهما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
4. صحة الأسنان
السكر هو السبب الرئيسي لتسوس الأسنان. عندما يتناوله الإنسان ، تتغذى البكتيريا الموجودة في الفم عليه وتنتج أحماضًا تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان. الاستهلاك المفرط للسكر يؤدي أيضًا إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض اللثة، وهي حالة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى فقدان الأسنان.
5. الصحة النفسية
يؤثر على المزاج والطاقة بشكل ملحوظ. بعد تناوله ، يرتفع مستواه في الدم بسرعة، مما يعطي دفعة مؤقتة من الطاقة، ولكن يتبع هذا الارتفاع هبوط مفاجئ يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتوتر. استهلاكه بكثرة يرتبط أيضًا بزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.
خاتمة
يمكن القول أن السكر يلعب دورًا مزدوجًا في حياتنا، فهو ضروري كمصدر سريع للطاقة، ولكنه يشكل تحديًا للصحة عند استهلاكه بشكل مفرط. لتحقيق التوازن في استهلاك السكر، من الضروري التركيز على المصادر الطبيعية للسكر وتقليل السكر المضاف إلى أقصى حد ممكن.
تعليق واحد